أخر الأخبار

الجمعة، 24 مايو 2019

[ الاسم المخلوق ] .. الجزء الأول


( بسم إله الآلهة الواحد الأحد ) 
اللهم صلني بمحمد وآل محمد 

[ الاسم المخلوق ] .. الجزء الأول 

شرح تفصيلي ...

مقدمة :

هذا الحديث الأتي صعب مستصعب .. لم ‌تقف القلوب على معانيه لانها تدرك المعنى

ولا لانه جوهر المعنى الغير موصوف بالمعنى ..

ولا تدركه الأنفس لانه داخل فيها ولا تدركه لانه خارج المعنى ..

فالمَعنيُ بِالمَعنى يُعنى بمعانيه بعنايتهم ..

فألتمسوا فِهمُ المعنى منهم ... فالمعنى منهم .

عن أبي عبدالله ( منه النور ) قال : 

١- إن الله تبارك وتعالى خلق أسماً


٢- بالحروف غير متصوت ... وفي نسخة ( غير منعوت) 


٣- وباللفظ غير منطق


٤- وبالشخص غير مجسد 


٥- والتشبيه غير موصوف ... وفي نسخة ( وبالتشبيه) 


٦- وباللون غير مصبوغ


٧- منفي عنه الاقطار


٨- مبعد عنه الحدود


٩-محجوب عنه حس كل متوهم


١٠-مستتر غير مستور .. 


... فجعله 


١١- كلمة تامة 


١٢- على أربعة أجزاء معا ليس منها واحد قبل آخر


١٣- فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها 


١٤-وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون


١٥-فهذه الاسماء التي ظهرت، فالظاهر هو الله تبارك وتعالى


١٦- وسخر سبحانه لكل اسم من هذه الاسماء أربعة أركان، فذلك اثنا عشر ركنا


١٧ - ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها 


فهو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، الخالق البارئ، المصور، الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر، العلي، العظيم، المقتدر القادر، السلام، المؤمن، المهيمن البارئ، المنشئ، البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرازق، المحيي، المميت، الباعث، الوارث، 


فهذه الاسماء وما كان من الاسماء الحسنى حتى تتم ثلاث مائة وستين اسماً


١٨-فهي نسبة لهذه الاسماء الثلاثة وهذه الاسماء الثلاثة أركان


١٩- وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلاثة 


وذلك قوله تعالى : 


قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الاسماء الحسنى .


◇ بيان هذا الاسم المخلوق .. للفقرة الأولى :

١- إن الله تبارك وتعالى خلق أسماً

من المعلوم بإن ( الأسم ) يحتاج إلى من يتسمى به …

كأسم ( الله ) الذي خلق …

عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد،

عن هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله ( منه النور ) عن أسماء الله واشتقاقها :


الله مما هو مشتق؟


قال : فقال لي: يا هشام الله مشتق من إله والاله يقتضي مألوها والاسم غير المسمى،


فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئاً،


ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين،


ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد أفهمت يا هشام؟


قال: فقلتُ: زدني. قال: إن لله تسعة وتسعين اسماً فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلهاً،


ولكن الله معنى يُدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره.


يا هشام، الخبز اسم للمأكول والماء اسم للمشروب، والثوب اسم للملبوس، والنار اسم للمحرق. أفهمت يا هشام فهماً تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتخذين مع الله عز وجل غيره؟


قلت: نعم. قال: فقال: نفعك الله به وثبتك يا هشام.


قال هشام: فوالله ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا.


▪ فالملاحظ من تلك الرواية بإن اسم ( الله ) مشتق من إله …

وإن أسم ( الله ) غير ( المسمى ) بدليل قوله ( منه النور ) والأسم غير المسمى …

فأسم ( الله ) مخلوق … لأنه غيره …

وبما إن الأسم يقتضي مسمى … فالمسمى هاهنا هو ( الإله ) وأسم ( الله ) أسم له …

هذا من جانب … أما الجانب الآخر

فإن أسم ( الله ) بالحروف متصوت … لا غير متصوت

وباللفظ منطق …لا غير منطق

لذا فإن اسم ( الله ) ليس هو المعني بهذا الاسم المخلوق …

○ وهذا هو المحور الأول ...

○ المحور الثاني :

ما الغاية التي من أجلها خلق هذا الأسم المخلوق 》 ؟

بمعنى أوضح ... هل خلقه لذاته ليتسمى به ليعرف نفسه على إنه هو هو .. وهل يحتاج إلى ذلك ... أم لغيره لكي يعرفوه به بأنه هو ؟

الجواب عن هذا السؤال ... اذكر لكم تلك الرواية /

☆ عن أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله وموسى بن عمر، والحسن بن علي بن عثمان، عن ابن سنان قال :

سألت أبا الحسن الرضا ( منه النور )


: هل كان الله عز وجل عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟


قال: نعم .


قلت : يراها ويسمعها ؟


قال : ما كان محتاجاً إلى ذلك لأنه لم يكن يسألها ولا يطلب منها ،


هو نفسه ، ونفسه هو ،


قدرته نافذة فليس يحتاج أن يسمي نفسه ،


ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها لأنه إذا لم يدع باسمه لم يُعرف ،


فأول ما اختار لنفسه «العلي العظيم»


لأنه أعلى الأشياء كلها، فمعناه الله واسمه العلي العظيم،


هو أول أسمائه ، علا على كل شيء.


....

عجيبة تلك الرواية تالله وآل الله

فالسائل يسأل عن معرفة الله بنفسه قبل أن يخلق الخلق !

فيجيب الإمام ( بنعم )

وإلى هنا لا يوجد اي مشكل إن صح التعبير ..

ثم يرجع السائل ويسأل :

يراها ويسمعها ... اي هل يرى نفسه ويسمعها !!


هنا وقع المشكل ؟؟

والمشكل الأعظم فإن الإمام الرضا ( منه النور ) يجيبه

بهذا الجواب !!!!

ما كان محتاجا الى ذلك .. لانه لم يكن يسألها ولا يطلب منها ؟؟!!

وكإن الإمام ( منه النور ) يخبر ابن سنان بإن ( نفس الله ) هي ليست الله !

فلفظ / لم يكن يسألها ولا يطلب منها دليل على أنها ليست هو ..

ثم يكمل الإمام جوابه :


هو نفسه ونفسه هو !


لربما تظنون بإن الإمام ( منه النور ) في جوابه هذا يقول يبن سنان ( نفسه وهو واحد ) اي ان نفسه عين الهو .. إن صح التعبير .. وهو هو .. ؟

ولتقريب الصورة فقط وحاشا لله جل وعلا

كالشاخص الذي لا يقف أمام المراءة فتعكس صورته ..

كلا ؟

فالإمام يجيب أبن سنان على مستوى أدراكه ..

وإلا فإن الإمام يعني شيئا آخر بجوابه لإبن سنان

فنفس الله هي هو .. إن صح التعبير

ولتقريب الصورة فقط أيضا وحاشا لله ...

كالشاخص الذي يقف أمام المرءاة فيرى نفسه بنفسه ..

في زيارة صفوان الجمال لأمير المؤمنين ( منه النور ) مقطع يوضح لك شيئا .. وهذا هو المقطع

( السلام على نفس الله تعالى ...... )


........

نأتي الأن لمحل الشاهد فيما يخص الأسم في رواية أبن سنان ..

ليكمل الإمام جوابه لإبن سنان ..

هو نفسه ونفسه هو .. قدرته نافذة فليس يحتاج أن يسمي نفسه .. ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها .. لانه إذا لم يدع بإسم لم يُعرف .. فاول ما اختار لنفسه (( العلي العظيم )) لانه اعلى الاشياء كلها .. فمعناه الله واسمه العلي العظيم .. هو أول أسمائه .. علا على كل شيء ....


ومن خلال هذا المقطع نبرهن بإن الأسم المخلوق لغيره .. لانه لا يحتاج أن يعرف نفسه .

اما لفظ قدرته نافذة ...

فمعناه نفسه هي قدرته وليس يحتاج أن يسمي نفسه ..

ولكنه اختار لنفسه ( هي ) أسماء لغيره .. لكي يعرفوه ..

• جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة /

( من عرفكم فقد عرف الله ) ...

ولكن / ...

إن كان الأسم المخلوق لغيره ... فكيف سيعرفه غيره وهو بهذه الصفات إن صح التعبير .. ؟

بالحروف غير متصوت ، وباللفظ غير منطق ،
وبالشخص غير مجسد ، وبالتشبيه غير موصوف .... الى اخره من الصفات التي يتصف بها ؟

هذا إن اعتبرناها صفات بمفهومنا المحدود ...

وإلا فإنها فوق الوصف ولا توصف إلا بإمتناع الوصف ..

○ المحور الثالث :

من رواية هشام وجواب الإمام

.............فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئاً، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد أفهمت يا هشام ؟


فهل الإله هو المعنى أم أنه أسم لمعنى ... ؟


فلو تتبعنا قول المعصوم أبي عبد الله ( منه النور ) ..

وأن الاسم غير المسمى

نجد بإن المسمى ها هنا هو ( المعنى ) لان الإمام اتبعها بقوله ( فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر )

لذا فإن الإله هو ( المعنى ) ...

ولكن ( المعنى ) أيضا هو لفظ في حد ذاته ... فلا يكون ذلك الأسم المخلوق هو ( المعنى ) لان الأسم المخلوق ... باللفظ غير منطق ... و( المعنى) لفظ منطوق وإلا لما نطقته ...

لربما يتبادر إلى أذهان البعض منكم .. بأنه لا سبيل لتعريف ( المعنى ) إلا بذلك اللفظ ؟

بمعنى آخر هو ( مجرد لفظ ) لإيصال الصورة لنا فقط ..

اقول :

نعم .. إلا إنه يتعارض مع ( خلق الأسم )

لانه بالحروف غير متصوت ، وباللفظ غير منطق ،
وبالشخص غير مجسد ، وبالتشبيه غير موصوف ..

فإن قلت بإن الأسم المخلوق هو نفسه ( المعنى ) المقصود !!

ف ( المعنى ) أيضا مخلوق
لان الأسم مخلوق ... ؟؟!!

وهذا يتنافى مع قول المعصوم أمير المؤمنين ( منه النور ) ... ( أنا المعنى الذي لا يقع عليه أسم ولا شبه )

...... يتبع في الجزء الثاني

إن شاء الله وآل الله

                                خادم آل الله

( سر الأسرار الإلهية )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اطرحوا تعليقاتكم و نحن في خدمتكم