[ بسم إله الآلهة الواحد الأحد ]
اللهم صلني بمحمد وآل محمد
[ الاسم المخلوق ] .. الجزء الرابع
شرح تفصيلي ...
نأتي الآن إلى الفقرة الرابعة
٤- وبالشخص غير مجسد
هنالك عدة معان للفظ ( الشخص ) ..
فتارة معناها : من له وصف محدد ..
وتارة معناها : هو الثابت ..
وتارة معناها : هو البارز أو الظاهر ..
وتارة معناها : هو الذات المستقلة في إرادتها ....
وتارة معناها : هو من له هيئة محددة بابعادها المختلفة ...
أما معنى لفظ ( المجسد ) ..
هو من تجسدت فيه صورة الجسد ..
وتارة معناها : هو من تمثل وظهر بصفة جسمانية ..
وتارة معناها : هو من حددت صفاته وابعاده المستقلة في القالب .
وتارة معناها: هو الظاهر للعيان بصفة الإمكان
وتارة معناها : هو من كان طبق الأصل كصورة جسمانية .
فلو تدبرنا في جميع تلك المعاني ... لظهرت لنا صورة ما المراد من قوله :
( وبالشخص غير مجسد ) ...
ومن تلك الصور ...
اي ان هذا [ الأسم المخلوق ] ليست له صفات محددة
.. ولا هو ثابت ولا هو بارز وظاهر ولاهو ذات مستقلة بإرادتها ولا هو ذو هيئة محددة الأبعاد ولا يتجسد بصورة [ الصورة الأنزعية ] كما عبر عنها ...
ولا يتمثل وظهر بهيئة وصفة جسمانية ولا هو محدد بابعاد مستقلة ولا ظهر العيان بصفة الإمكان ولا هو طبق الأصل الصورة الجسمانية ...
اي بمعنى أوضح ...
ليس هو شخص مشخص له جسد مجسد وصورة مصورة ...
فإن كان كذلك [ فالصورة الأنزعية ] ليست هو .. التفتوا جيدا .. جزيتم خيرا
لماذا [ الصورة الأنزعية ] ليست هو ؟
الجواب / لان [ الصورة الانزعية ] هي صورة مصورة لجسد مجسد .. ومشخص له أبعاد وصفات جسمانية ومتمثل بهيئة ...
ولكن هل يمكن أن تكون تلك [ الصورة الأنزعية ] هي صورة لتصورنا نحن ؟
اي إننا نحن من نصورها أو نتصورها بحسب مراتبنا وقربنا منها ؟
والجواب / نعم يمكن ذلك ولكن ... نعم ولكن
هذا يستدعي أن ترى تلك [ الصورة الأنزعية ] بعدة صور مختلفة تبعا لمرتبة الناظر إليها ..
وهذا خلاف ما وصفت من أوصاف موحدة لكل من رآها ... اي تراها انت وآراها انا بعين الحس مرأى واحدا ..
وكمثال في دعاء السمات /
وجعلت رؤيتها لجميع الناس مرأى واحداً ..
ولكن هنالك سؤال وهو /
هنالك بعض الروايات تبين بإن [ الصورة الأنزعية ]
ظاهرية وأما باطنها فهو هو ... اي ان الصورة الأنزعية ترى وتدرك ولكن باطنها غيب منيع
ولا يعلم ما هي إلا هو ... اي ليست لها صفة وصورة باطنا فقط ظاهرا ..
كما ورد في صحيفة الأبرار
......واعلم يا مفضل أنه ليس بين الأحد والواحد إلا كما بين الحركة والسكون،
أو بين الكاف والنون
لاتصاله بنور الذات قائمة بذاتها ،
وهو قوله تعالى ﴿ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا﴾
يعني ما كان فيه من الذات ،
فالصورة الأنزعية هي الضياء والظل،
وهي التي لا تتغير في قديم الدهور ،
ولا فيما يحدث من الأزمان فظاهره صورة الأنزعية وباطنه المعنوية وتلك الصورة هيولى الهيولات وفاعلة المفعولات وأس الحركات وعلة كل علة لا بعدها سر ولا يعلم ما هي إلا هو ويجب أن يعلم .
يا مفضل أن الصورة الأنزعية التي قالت
ظاهري إمامة ووصية، وباطني غيب منيع لا يدرك
ليست كلية الباري ولا الباري سواها ،
وهي هو إثباتا وإيجادا وعيانا ويقينا لا هي هو كلا ولا جمعا ولا إحصاء ولا إحاطة ..
جواب /
لو تمعنت في قوله [ وبالشخص غير مجسد ] .. وهو لفظ مطلقا لأنتفى السؤال ..
فتلك الصورة متجسدة وظاهرة ولها باطن وهو غيب منيع إلا إنها ترى بدليل /
قول المفضل :
قلت : يا مولاي تلك الصورة التي رأيت على المنابر تدعو من ذاتها إلى ذاتها بالمعنوية ، وتصرح باللاهوتية قلت لي إنها ليست كلية الباري ولا الباري غيرها ، فكيف يعلم بحقيقة هذا القول ؟
قال : يا مفضل تلك بيوت النور ، وقمص الظهور ، وألسن العبارة ، ومعدن الإشارة ، حجبك بها عنه، ودلك منها إليه ، لا هي هو ولا هو غيرها، محتجب بالنور ، ظاهر بالتجلي كل يراه بحسب معرفته ،
اي إن تلك الصورة ترى ... وترى بحسب معرفة ومرتبة من يرى ..
وهذا خلاف قوله ( وبالشخص غير مجسد ) .. فلا تكون هي هو ظاهرا وأما باطنا وهو الغيب المنيع الذي لا يدرك هو خلاف ما وصفه من [ الأسم المخلوق ] الذي جعله كلمة تامة على اربعة اجزاء ..
فمن جهة إن [ الأسم المخلوق ] لا ينطبق على [ الصورة الأنزعية ] الظاهرة ومن جهة إن باطن [ الصورة الأنزعية ] لا ينطبق على صفة [ الأسم المخلوق ]
فمن باب بإنه جعله كلمة تامة على اربعة اجزاء معا ..ليس منها واحد قبل الآخر .. في الظهور ..
وليس من جهة الذات فلا شك بأن آحدها متقدم على الآخر ..
وسيأتي بيان هذا الأمر في الجزء الخامس من [ الأسم المخلوق ]
...... يتبع في الجزء الخامس
إن شاء الله وآل الله
خادم آل الله
[ سر الأسرار الإلهية ]
اين الجزء الثالث اخي العزيز
ردحذف