( بسم إله الآلهة الواحد الأحد )
اللهم صلني بمحمد وال محمد
[ الأسم المخلوق ] … الجزء الثالث
نأتي الآن إلى الفقرة الثالثة …
٣- وباللفظ غير منطق …
ماهو اللفظ ؟
في اللغة هو الطرح والترك …
فعندما تقول لفظت النوى بعد ان أكلت التمر … ذلك معناه انك طرحت النوى وتركته …
هذا من حيث اللغة …
أما من حيث الاصطلاح فهو :
هو الصوت الخارج من الفم والذي يشتمل احد الحروف أو مجموعة الأحرف في كلمة أو جملة …
هنالك سؤال /
هل كل صوت يعتبر لفظا … مثال على ذلك صوت الرعد أو صرير الريح أو خرير الماء … وغيرها ؟
والجواب /
من المعلوم بإن اللفظ يدل على المعنى … فإن كان صورت الرعد يدل على معنى أو أنه لفظ خاص به نجهله كان لفظا بحسب مرتبته الوجودية …
قال تعالى /
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ
وكذلك قوله تعالى :
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا
ومن المعلوم بإن التسبيح هو كلام ينزه به الخالق …
ولكن هنالك سؤال آخر /
هل الكلام يختلف عن القول … بمعنى لربما يكون ذلك التسبيح باطني وليس ظاهري لان الكلام الظاهري يحتاج إلى أدوات كاللسان مثلا واللهوات ؟
والجواب / نعم
الكلام هو النطق الظاهري … وأما القول هو النطق الباطني
وبما إن الرعد أو الحجارة ليست لها أدوات للنطق … فيكون نطقها باطني … اي يكون تسبيحها باطني …
ويكون بذلك لفظا ( قول ) وليس كلام …
مثال ( القول ) مخاطبتك لنفسك دون خروج صوتك .
وكما أخبرتكم في الجزء الثاني من ( الأسم المخلوق ) بإن اللفظ يدل على المعنى وله مراتب …
سؤال آخر / قوله ( منه النور ) …
( وباللفظ غير منطق ) … هل يحتمل أن يكون هو نطق باطني ؟
وللجواب عن هذا السؤال /
يجب أن نعي محورين …
*المحور الأول : أن يكون معنى ( وباللفظ ) شامل لجميع الألفاظ
…
الظاهرية منها وهي ( الكلام ) ….
والباطنية منها وهي ( القول )
وعلى كلا القسمين فإن اللفظ ها هنا هو ممتنع …
بمعنى اوضح /
قوله ( وباللفظ غير منطق ) هنالك لفظ ( منطق ) وهنالك لفظ ( غير منطق ) …
فإن قلنا هو ( لفظ ) لانه ( أسم ) ولكنه غير منطق … اي بمعنى أن هنالك لفظ خارج هذا العالم يمكننا أن نلفظ ذلك الأسم من دون نطق ...
( كالإيحاء ) …
وإن قلنا إنه لفظ منطق في غير عالم … لكننا نجهل كيفيته …
فإن هذا اللفظ خارج نطاق العقل إن صح التعبير …
مثال ذلك / أن تتكلم باطنيا وغيرك يسمعك من غير صوت ويفهم ما ( تقول ) …
ولكن هنالك سؤال يتبادر إلى الذهن /
كيف يفهم المستمع إن صح التعبير ما اعنيه من معنى …
هل سيقذف في قلبي المعنى بعينه …
أم سيحول المعنى إلى لفظ غير منطوق ولكنه ليس عين المعنى …
أم أنه سيقول لي ويخاطبني كما يخاطب نفسه !
وللجواب أرجو الإلتفات إلى هذا المقطع من خطبة أمير المؤمنين ( منه النور ) في التوحيد …
حيث يصف فيه كلام الله /
يُخْبِرُ لاَ بِلِسَان وَلَهَوَاتٍ … وَيَسْمَعُ لاَ بِخُروُقٍ وَأَدَوَاتٍ… يَقُولُ وَلاَ يَلْفِظُ ؟
إذاً قول ( الله ) ليس بلفظ …
وهذا المقطع الثاني من تلك الخطبة النورانية التوحيدية
يَقُولُ لِمَا أَرَادَ كَوْنَهُ: ﴿كُنْ فَيَكُون﴾، لاَ بِصَوْت يَقْرَعُ،… وَلاَ بِنِدَاءٍ يُسْمَعُ … وَإِنَّمَا كَلاَمُهُ سُبْحَانَهُ فِعْلٌ مِنْهُ أَنْشَأَهُ وَمَثَّلَهُ …
فإن كان قول ( الله ) ليس بلفظ … وكلامه ( فعله ) أنشاه ومثله … اي أنه مخلوق …
فكذلك المُخَاطَب يفهم قول المُخَاطِب … لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع … لإنه قوله سيكون فعله …
وهو قوله سيكون قذفه للمعنى في قلب ( المُخَاطَب ) فيفهم المعنى من غير لفظ … ولكن بحسب مراتبه …
فتارة يقذف في قلبه عين المعنى …اي كل المعنى إن صح التعبير …
وتارة يقذف في قلبه جزء من المعنى …
ومن خلال هذا وذاك نصل إلى فهم معنى ( وباللفظ غير منطق )
… يتبع إن شاء الله وآل الله
في الجزء الرابع
فقط ملاحظة بسيط / لا تتعجلوا الخلاصة … ففي الجزء الآخير سابينها لكم بمشيئة صاحب المشيئة .
خادم آل الله
( سر الأسرار الإلهية )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اطرحوا تعليقاتكم و نحن في خدمتكم