أخر الأخبار

الجمعة، 24 مايو 2019

[ الأسم المخلوق ] … الجزء الثالث


( بسم إله الآلهة الواحد الأحد )
اللهم صلني بمحمد وال محمد

[ الأسم المخلوق ] … الجزء الثالث

شرح تفصيلي …

نأتي الآن إلى الفقرة الثالثة …

٣- وباللفظ غير منطق …

ماهو اللفظ ؟

في اللغة هو الطرح والترك …

فعندما تقول لفظت النوى بعد ان أكلت التمر … ذلك معناه انك طرحت النوى وتركته …

هذا من حيث اللغة …

أما من حيث الاصطلاح فهو :

هو الصوت الخارج من الفم والذي يشتمل احد الحروف أو مجموعة الأحرف في كلمة أو جملة …

هنالك سؤال /

هل كل صوت يعتبر لفظا … مثال على ذلك صوت الرعد أو صرير الريح أو خرير الماء … وغيرها ؟

والجواب /
من المعلوم بإن اللفظ يدل على المعنى … فإن كان صورت الرعد يدل على معنى أو أنه لفظ خاص به نجهله كان لفظا بحسب مرتبته الوجودية …

قال تعالى /

وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ 


وكذلك قوله تعالى : 


تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا 


ومن المعلوم بإن التسبيح هو كلام ينزه به الخالق …

ولكن هنالك سؤال آخر /

هل الكلام يختلف عن القول … بمعنى لربما يكون ذلك التسبيح باطني وليس ظاهري لان الكلام الظاهري يحتاج إلى أدوات كاللسان مثلا واللهوات ؟

والجواب / نعم
الكلام هو النطق الظاهري … وأما القول هو النطق الباطني

وبما إن الرعد أو الحجارة ليست لها أدوات للنطق … فيكون نطقها باطني … اي يكون تسبيحها باطني …

ويكون بذلك لفظا ( قول ) وليس كلام …

مثال ( القول ) مخاطبتك لنفسك دون خروج صوتك .

وكما أخبرتكم في الجزء الثاني من ( الأسم المخلوق ) بإن اللفظ يدل على المعنى وله مراتب …

سؤال آخر / قوله ( منه النور ) …   

( وباللفظ غير منطق ) … هل يحتمل أن يكون هو نطق باطني ؟

وللجواب عن هذا السؤال /

يجب أن نعي محورين …


 *المحور الأول : أن يكون معنى ( وباللفظ ) شامل لجميع الألفاظ


الظاهرية منها وهي ( الكلام ) ….

  والباطنية منها وهي ( القول )

وعلى كلا القسمين فإن اللفظ ها هنا هو ممتنع …

بمعنى اوضح /

قوله ( وباللفظ غير منطق ) هنالك لفظ ( منطق ) وهنالك لفظ ( غير منطق ) …

فإن قلنا هو ( لفظ ) لانه ( أسم ) ولكنه غير منطق … اي بمعنى أن هنالك لفظ خارج هذا العالم يمكننا أن نلفظ ذلك الأسم من دون نطق ...

( كالإيحاء ) …

وإن قلنا إنه لفظ منطق في غير عالم … لكننا نجهل كيفيته …

فإن هذا اللفظ خارج نطاق العقل إن صح التعبير …

مثال ذلك / أن تتكلم باطنيا وغيرك يسمعك من غير صوت ويفهم ما ( تقول ) …

ولكن هنالك سؤال يتبادر إلى الذهن /

كيف يفهم المستمع إن صح التعبير ما اعنيه من معنى …


هل سيقذف في قلبي المعنى بعينه …

أم سيحول المعنى إلى لفظ غير منطوق ولكنه ليس عين المعنى …

أم أنه سيقول لي ويخاطبني كما يخاطب نفسه !

وللجواب أرجو الإلتفات إلى هذا المقطع من خطبة أمير المؤمنين ( منه النور ) في التوحيد …

حيث يصف فيه كلام الله /

يُخْبِرُ لاَ بِلِسَان وَلَهَوَاتٍ … وَيَسْمَعُ لاَ بِخُروُقٍ وَأَدَوَاتٍ… يَقُولُ وَلاَ يَلْفِظُ ؟ 

إذاً قول ( الله ) ليس بلفظ …

وهذا المقطع الثاني من تلك الخطبة النورانية التوحيدية

يَقُولُ لِمَا أَرَادَ كَوْنَهُ: ﴿كُنْ فَيَكُون﴾، لاَ بِصَوْت يَقْرَعُ،… وَلاَ بِنِدَاءٍ يُسْمَعُ … وَإِنَّمَا كَلاَمُهُ سُبْحَانَهُ فِعْلٌ مِنْهُ أَنْشَأَهُ وَمَثَّلَهُ … 


فإن كان قول ( الله ) ليس بلفظ … وكلامه ( فعله ) أنشاه ومثله … اي أنه مخلوق …

فكذلك المُخَاطَب يفهم قول المُخَاطِب … لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع … لإنه قوله سيكون فعله …

وهو قوله سيكون قذفه للمعنى في قلب ( المُخَاطَب ) فيفهم المعنى من غير لفظ … ولكن بحسب مراتبه …

فتارة يقذف في قلبه عين المعنى …اي كل المعنى إن صح التعبير …

وتارة يقذف في قلبه جزء من المعنى …

ومن خلال هذا وذاك نصل إلى فهم معنى ( وباللفظ غير منطق )

… يتبع إن شاء الله وآل الله

في الجزء الرابع

فقط ملاحظة بسيط / لا تتعجلوا الخلاصة … ففي الجزء الآخير سابينها لكم بمشيئة صاحب المشيئة . 

خادم آل الله 
( سر الأسرار الإلهية )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اطرحوا تعليقاتكم و نحن في خدمتكم